مستر عاقل Admin
الجزائر : عدد المساهمات : 492 نقاط : 1509 تاريخ التسجيل : 22/03/2011 العمر : 34 الموقع : الجزائر
حمزة رمي النرد: (30/30)
| موضوع: قصة تاريخ زاوية الهامل الثلاثاء يونيو 18, 2013 10:48 am | |
| تقع هذه الزاوية المباركة المجاهدة, على بعد حوالي 250كم جنوب الجزائر العاصمة, بالقرب من مدينة بوسعادة المدينة السياحية المعروفة/13 كم/ أسسها الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي, وهو من كبار رجالات التصوف والعلم بالجزائر في منتصف القرن التاسع عشر, تم تأسيسها في ظروف صعبة, بعد التشديد على المدارس القرآنية والزوايا والضغط عليها, وعدم السماح بإنشاء هذا النوع من المؤسسات الذي تفطنت السلطات الاستعمارية لخطره, بعد مشاركة الزوايا والطرق الصوفية في معظم الثورات التي قامت ضد المحتل الأجنبي, بل نجد أن معظم الثورات كان قادتها هم شيوخ زوايا وزعماء طرق صوفية, فهناك الشيخ الأمير عبد القادر, بوشوشة, عبد الحفيظ الخنقي 1849, الشريف بوبغلة 1850م, الصادق بن الحاج المصمودي 1859, الشيخ الحداد 1871...
وبالرجوع إلى كتابات الفرنسيين أنفسهم يتجلى لنا دور الزاوية فيتكلم أوغسطين بيرك عن "تطرف الرحمانية التي تسببت في كل الثورات", ويرى أن "سلطان الطرق الصوفية يغذي دائما التطرف ضد المحتل لدى أتباعهم". ويرى أيضا أن نجاح الأمير عبد القادر في التفاف المجاهدين حوله راجع إلى أنه ابن طريقة. ـ وهي حقيقة تنكر لها كثير من باحثينا, أو حاولوا على الأقل تجاهلها وتناسيها لحاجة في نفس يعقوب ـ. وفي تصريح الضابط الفرنسي دي نوفو: "إن إخوان بن عبد الرحمن يظهرون دائما تعصبا, إنهم متعصبون جدا, إنهم أكثر ابتعادا عن الفرنسيين من بقية الطرق الأخرى". والمحتل الفرنسي لم تكن لتغيب عنه مثل هذه الحقائق, ولم يكن من البلاهة أو السذاجة لكي يأمن جانبهم أو يتعامل معهم على أنهم أصدقاء. لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نتجاهل مثل هذه الحقائق, إذا أردنا حقيقة أن نفهم تاريخنا بشكل صحيح, ماذا يضيرنا إن اعترفنا بها. وقد أدت هذه الزاوية الرمز أدوارا عدة في تاريخ هذا الشعب المقاوم، علمية دينية ثقافية اجتماعية اقتصادية. يتناول الكتاب التعريف بهذا المعلم الحضاري, الأدوار التي قامت بها الزاوية الهاملية القاسمية: العلمية، السياسية, الاجتماعية، الثقافية... منذ نشأتها سنة 1862 إلى غاية الاستقلال، متابعة التطورات والمشاركة في الحياة الاجتماعية, المساهمة في الفعل الحضاري, والمحافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية.... الدور العلمي عملت الزاوية القاسمية على نشر القرآن، وتخرج منها أعداد هائلة من حفظة القرآن من معظم نواحي القطر الجزائري، وفي تقرير للسلطات الفرنسية نجد أن عدد الطلبة سنويا يتراوح بين 200و 300 وهو عدد لا يستهان به مقارنة بالظروف المحيطة آنذاك، وكان يدرسهم حوالي 19 أستاذا، منهم الشيخ إدريس، عاشور، محمد بن عبد الرحمن الديسي، محمد بن الحاج محمد....الخ. طريقة حفظه هي الطريقة المعروفة في كامل المغرب العربي، بواسطة اللوحة. وهي قطعة من الخشب صغيرة، حجرة الصلصال تمحى بها اللوحة عند حفظ الآيات المكتوبة، الصمغ: المصنوع من الصوف التقليدي والحبر، القلم: وهو مصنوع من القصب المحلي الموجود على ضفاف الوادي. بعدها ينتقل الطالب إلى تلقي مختلف العلوم الشرعية، فيمكن له الالتحاق بحلقة الفقه أو اللغة أو التفسير طبعا مع احترام البرامج والنظام المطبق داخل الزاوية. وهناك مستويات للأخذ والتلقي: مستوى أول، مستوى ثاني، مستوى أعلى لقد قدر بعضهم عدد الطلبة في نهاية القرن 19 من 700 إلى 800 طالب، وذكرت التقارير الفرنسية أن عددهم ما بين 200 و 300، وقد نزل هذا العدد فيما بعد إلى 200 طالب (سنة 1940) من بينهم أكثر من 50% يتمتعون بالنظام الداخلي. وفي رسالة لسيدي محمد قدر عدد الطلبة في نهاية القرن بحوالي ألف طالب، وذكر بذلك أنها تضم عددا أكبر من عدد طلبة جامع الزيتونة بتونس وجامع القرويين بفاس وحتى الأزهر نفسه. وفي تقرير للسلطات الفرنسية نجد أن عدد الطلبة سنويا يتراوح ما بين ( 200و 300 ) وهو عدد لا يستهان به مقارنة بالظروف المحيطة آنذاك، وكان يدرسهم حوالي 19 أستاذا، منهم الشيخ إدريس، عاشور، محمد بن عبد الرحمن الديسي، محمد بن الحاج محمد....الخ. هذا في المرحلة الأولى من عمله إذا استطعنا أن نقسم عمله إلى مرحلتين: 1- ما قبل الشيخ المختار: سنوات التكوين الأولى، تأثير المؤسس في أفراد يتبعونه يمدهم بالتماسك . 2- ما بعد الشيخ المختار: وهي ما نستطيع تسميته بنمو الجماعة، ونجد هنا اتجاها من المؤسس نحو وضع قواعد تنظيمية للحياة والسلوك. والتي سماها مدرسة عليا، لأنها لم تكن زاوية بالمعنى الصوفي والاصطلاحي للزاوية، بل كانت دروس تلقى في مسجد القرية قبل إنشاء الزاوية. وتعتبر هذه المرحلة كمقدمة وتمهيد لما سيأتي من أعمال ومواقف. وتأسيس الزاوية الحالية 1863 هو المنعطف ونقطة التحول والانطلاق في تطوير العملية التعليمية.فقد كانت تدرس العلوم والفنون المعروفة في تلك الفترة: الفقه، التفسير، الحديث، النحو والبلاغة. تعقدت الأمور بعد مجيء الحكومة الماسونية 1871 و قيام الجمهورية الثالثة، والتي ضيقت الخناق على الزوايا والمدارس الحرة وفرضت القوانين والأحكام الجائرة لمراقبتها والحد من نشاطها.و أمرت" بوضع المدارس الخاصة الإسلامية- مدرسة قرآنية، مسيد، زاوية، مدرسة تحت مراقبة وتفتيش السلطات المحددة بواسطة قانون 30 أكتوبر 1886مهما كانت محرضة أم لا ضد الدستور"، وأصبح فتح زاوية يقتضي تصريحا من السلطات الرسمية. وكانت زاوية الهامل تتمتع بنوع من حرية مراقبة، وكان عليها أن تعي هذه الحقيقة جيدا وتتعامل مع هذا المعطي بذكاء كي لا تتعرض للإغلاق وتستمر في أداء رسالتها التعليمية الإصلاحية. فتأسيس زاوية لتدريس العلوم الشرعية في العهد الاستعماري أمر من الصعوبة بمكان، وتكتنفه مخاطر جمة وعراقيل عظيمة، قد نقول أنها أسست في 1863 قبل صدور قوانين التضييق والإغلاق، لكن مسايرتها للظروف ومحاولة التغلب عليها ونشاطها الخفي السري في مواجهة الاستعمار وتحضير القاعدة الصلبة لمواجهة العدو كل هذا تطلب جهدا جبارا وصبر وشجاعة عظيمين. وقد كان الأستاذ بنفسه يختار الكتب التي يدرسها ويشرحها لتلامذته، ككتاب الواحدي في التفسير وابن أبي جمرة في الحديث والرسالة القشيرية في التصوف، وقد كان لا يترك الدروس في علوم عديدة من الفقه والتفسير والحديث والنحو والكلام وغير ذلك، أما الفقه فقد كان من سنة 1278 إلى 1288 يتولى درس الفقه بنفسه ثم فوض تدريسه إلى نجباء طلبته. طبقت شهرة الزاوية الأفاق, وأمها الطلبة والزوار من كل جهات الوطن, من مناطق المدية, بوغار, تيارت, شرشال, سطيف, الجلفة, مناطق المسيلة, المعاضيد, الضلعة, ونوغة وكل أنحاء الجنوب الجزائري. وتوافد على الزاوية العلماء والأساتذة من جميع الجهات وتحولت الهامل وزاويتها إلى منتدى ثقافي عربي أصيل ومعلم ديني مشهور, وبلغ المعهد شأنا عظيما وفي هذا يقول الأستاذ محمد علي دبوز:"إن عظمة هذا المعهد كانت بعظمة مؤسسه فعبقريته العلمية, شخصيته القوية, وإخلاصه وبراعته وحكمته هي التي جعلت المعهد الهاملي يطلع طلوع الشمس قوية زاهرة. فأشتهر سريعا. وبعد أن كانت قرية الهامل تضم مدرستين قرآنيتين وبعض الكتاتيب الصغيرة عند بداية الاحتلال صارت مركز إشعاع علمي وديني عظيم. بعد تأسيس محمد بن أبي القاسم الزاوية والمعهد بها أصبح هذا الأخير مركزا هاما في المنطقة ارتاده في الفترة الممتدة بين 1883ـ1885 ما بين 200الى ـ300 طالب سنويا يدرسهم أستاذة مهرة بلغ عددهم في نفس الفترة 12 أستاذا في جميع المعارف والعلوم. وها هو المستشرق جاك بيرك يقول في رسالة وجهها إلى شيخ زاوية الهامل سنة 1965 "فيما يتعلق بأن تاريخ زاوية الهامل يهم تاريخ المغرب العربي بأسره... وذلك لأنه في نفس هذا التاريخ بالذات ظهرت أيضا في المشرق البعيد بوادر النهضة وخصوصا في بيروت, هل هناك روابط أدبية وثقافية بين معهدكم وبين المدارس الأخرى في الشرق أو الغرب فيما عدا الرحلات الناتجة عن السفر والحج ؟...) ونذكر أن أعداد الطلاب ما قبل الثورة اختلفت وتراوحت بين أعداد معتبرة وأعداد متوسطة من 600 الى 800 طالب. والعدد المتوسط يتفاوت بين حقبة وأخرى وهذا خاضع للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها المناطق التي عادة ما يكون منها طلبة الزاوية والتي لها دخل في التأثير على هذا العدد صعودا ونزولا. ومن أبرز خريجي الزاوية: ـ الشيخ محمد بن عبد الرحمان الديسي له أكثر من 20 مؤلفا
ـ الشيخ محمد بن الحاج امحمد القاسمي. ـ الشيخ المختار القاسمي. ـ الشيخ محمد الصديق. وتلاميذه هؤلاء وهم: ـ الشيخ بلقاسم القاسمي. ـ الشيخ أحمد القاسمي. ـ الشيخ عبد السلام التازي أستاذ بجامعة القرويين بالمغرب. ـ الشيخ أحميدة الديسي مدرس بالحرام النبوي بالمدينة المنورة. ـ الشيخ الحسين بن المفتي قاضي قفصة بتونس. ـ الشيخ الحسين بن أحمد البوزيدي مدرس بالأزهر الشريف (مصر).
ـ الشيخ بومزراق الونوغي مفتي الأصنام (الشلف). ـ الشيخ محمد العاصمي المفتي الحنفي (العاصمة). ـ الشيخ محمد العيد مفتي (سور الغزلان). ـ الشيخ بوعود قاضي (أفلو). ـ الشيخ المختار بن علي قاضي(الجلفة). ـ الشيخ الطيب بن لخضر قاضي(السوقر). الشيخ بلقاسم بن الجديد قاضي(سيدي عيسى). إضافة للأعيان والعلماء المبرزون الذيـن | |
|