ليس عارا أن تفشل إنما العار أن يحولك الفشل من القوة إلى الضعف
إن الانسان بطبعه طموح وفضولي في التعرف و التجربة في شتى المجالات، ولكن شخصية الانسان تتباين من شخص لآخر،فمنه من يقبل على الشيء و ينجح ومنه من يفشل.فهل ينبغي له أن لا يجتهد ليصيب مرة أخرى بعد فشله؟
يقول صلى الله عليه وسلم: { من اجتهد و أصاب فله أجران، ومن اجتهد واخفق فله أجر} فعلى فعلى الأقل أجر الاجتهاد ، فليس عيبا أن يستحي و يفشل الانسان بإخفاقه في عمله الذي لم يفلح فيه. ومن منا لا يعرف قصة النملة وقائد الجيش،الذي خسر معركة، فجلس يفكر متحسراً و فاشلا ويائساً من الحرب المقبلة التي سيخوضها، وبينما هو يموج في تلك الأفكار،اذ لفت انتباهه نملة تحمل حبة شعير وتريد الصعود بها الى مرتفع، فبينما هي صاعدة جارّة حبّة الشعير، أفلتت منها، فترجع اليها تلك النملة وتحملها و تهم بالصعود بها، فكلما أرادت الصعود بها أفلتت منها، فبينما هي على تلك الحال حتى تمكنت من الصعود بها وكان نجاحها.فكان هذا المشهد درساً لقائد الجيش، وزاد من حماسه وقوته، فجمع جيشه وحكا لهم ما رأى وقال مقولته المشهورة: لقد خسرنا المعركة ، ولكننا لم نخسر الحرب .
فلماذا لا يكون هذا درسا لكل من لحقه عار الفشل الذي حوله من القوة الى الضعف؟
فأقول إذا أنه لا عيب في الفشل او نسب الفشل إلى الحظ أو الزمان، يقول الشاعر:
نعيب الزمان والعيب فينا ما للزمان عيب سوانا
والعيب الذي هو فينا هو لحظة التحول من القوة إلى الضعف بسبب الفشل، فكل ابن آدم سواء ، وكلنا أبناء آدم وكلنا خرجنا من بطون أمهاتنا لا نعرف شيئا في هذا العالم، يقول الشاعر:
تعلم فليس المرئ يولد عالما وليس أخ علم كمن هو جاهل
فليس منا من ولد عالما وعلى دراية بكل شيء ، فلماذا لا أكون أنا كفاشل ، كالذي نجح؟ أهو أفضل مني عندما نجح؟هل هو أفضل مني بعقل آخر منحه الله إياه؟
فالحاصل، أن لا يفزع الانسان لفشله و يستسلم لكابوس الفشل بل يحاول ويحاول ويحاول حتى يبلغ ما يطمح إليه ويخرج طاقة أخرى عندما ينجح هي بمثابة الضعف بالنسبة للطاقة التي أحرقها عندما كان يسعى للنجاح.