[tr]تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
1
((اقْرَأْ)) يا رسول الله القرآن مُصاحباً قراءتك ((بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))، فإذا قرأ كل إنسان ما يقرأ بدون اسم الله فأنت اقرأ مع اسم الله، وفي الحديث: "أن جبرائيل نزل على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في جبل حِرا بمكة، فقال: 'اقرأ،' قال (صلى الله عليه وآله وسلم): 'أقرأ ولست بقارئ؟' فقال (عليه السلام): 'إقرأ.'..."
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
2
((خَلَقَ الْإِنسَانَ)) تخصيص بعد التعميم، فإن "خلق" الأول حيث حَذْف متعلقه أفاد العموم ((مِنْ عَلَقٍ))، والعلق هو الدم المنجمد <المتجمد> الذي ينلقب المني إليه بعد استقراره في الرحم، وهذا هو بدء الإنسان.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
3
((اقْرَأْ)) للتأكيد في القراءة ((وَرَبُّكَ)) يا رسول الله هو ((الْأَكْرَمُ)) من كل كريم، ومن كرمه خلق الإنسان من تلك العلقة القذرة، وأوصله إلى المقامات الرفيعة.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
4
((الَّذِي عَلَّمَ)) الإنسان المعارف والعلوم ((بِ)) سبب ((الْقَلَمِ))، فلولا خلقه للقلم وتعليمه للإنسان الكتابة لبقي الإنسان في دياجير الجهل والرذيلة، فمنه سبحانه "القراءة" فـ"اقرأ..."، ومنه الكتابة فعلم "بالقلم"، ومنه البدء "من علق"، ومنه الإيصال إلى الكمال.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
5
((عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) من أنواع العلوم والمعارف.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
6
وهل يشكر الإنسان هذا الفضل العظيم لله سبحانه، حيث أوجده من العدم إلى أن أبلغه إلى غاية الكمال الجسدي، وقد كان جاهلاً ضالاً فأبلغه رتبة العلم والهدى؟ ((كَلَّا)) لا يشكر الإنسان، فـ((إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى))، يتجاوز حدوده ويتكبر على ربه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
7
لـ((أَن رَّآهُ))، أي حين رأى نفسه، ((اسْتَغْنَى)) في جسمه وماله ويظن أنه غني بعد ذلك فلا يحتاج إلى ربه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
8
((إِنَّ إِلَى رَبِّكَ)) يا رسول الله ((الرُّجْعَى))، مصدر "رجع"، أي رجوع الخلق، ويرجع إليه تعالى - أي إلى جزائه وحسابه - فيمن يرجع هذه الطاغي الذي طغى على الله سبحانه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
9
((أَرَأَيْتَ)) يا رسول الله ((الَّذِي)) طغى على الله حتى أنه ((يَنْهَى)).
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
10
((عَبْدًا إِذَا صَلَّى))، فإنه لم يكتف بطغيانه على الله في تركه الصلاة - بنفسه - حتى أصبح ينهى الناس عن الصلاة إذا قام للصلاة. أرأيت هذا الإنسان يا رسول الله؟ وهذا استفهام إنكاري لتوبيخ ذلك الشخص الناهي وتهديده، قال القمي: "كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة وأن يطاع الله ورسوله،" فنزلت هذه الآية، وفي رواية أخرى أن أبا جهل قال: "هل يغير محمد وجهه بين أظهركم؟" قالوا: "نعم"، قال: "فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته،" فقيل: "هاهو ذلك يصلي"، فانطلق ليطأ على رقبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فما جاءهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقالوا: "ما لك يا أبا الحكم؟" قال: "رأيت بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً وأجنحة،" وقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "والذي نفسي بيده، لو دنى مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً،" فأنزل الله سبحانه: 'أرأيت...' وكان التقدير: أرأيت المانع عن الصلاة؟ وهل علمت ماذا يكون جزاؤه؟ لبيان عظمة هذا العمل من حيث الإثم.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
11
((أَرَأَيْتَ)) يا رسول الله ((إِن كَانَ)) العبد الذي صلى- وهو الرسول - ((عَلَى الْهُدَى)) وكانت صلاته حسب أمر الله سبحانه؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
12
((أَوْ أَمَرَ)) ذلك العبد ((بِالتَّقْوَى)) والمخافة من الله سبحانه باجتناب نواهيه؟ ماذا كان مصير ذلك الناهي له؟ أليس مصيره إلى العذاب والنكال؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
13
((أَرَأَيْتَ)) يا رسول الله ((إِن كَذَّبَ)) ذلك الناهي - وهو أبو جهل أو الوليد - بآيات الله ورسوله، ((وَتَوَلَّى))، أي أعرض عن الحق، ما هي عاقبته؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
14
((أَلَمْ يَعْلَمْ)) ذلك الناهي ((بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)) عمله ونهيه عن الصلاة وكذبه وتوليه؟ <أ>لم يعلم جزاء هذه السيئات؟ فإنه، كيف ينهى ويكفر ويعصي وجزاء من يفعل ذلك النار والنكال؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
15
((كَلَّا)) ليس الأمر على ما توهم من أنه لا جزاء على أعماله السيئة ،((لَئِن لَّمْ يَنتَهِ)) هذه الناهي عن أعماله وسيئاته ((لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ))، أي لنجرّنه بناصيته إلى النار، من "سفع" بمعنى جذب الشيء جذباً شديداً، و"الناصية" هي شعر مقدم الرأس، فإنه أسهل للأخذ وأوجب لانقياد المأخوذ.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
16
((نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ)) نسبة الكذب والخطأ إلى الناصية، مجاز باعتبار علاقة الجزء والكل، كما أن نسبة الإيمان إلى الرقبة في قوله: (رقبة مؤمنة)، كذلك والمراد أن صاحب الناصية كاذب في أقواله، خاطئ أعماله.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
17
((فَلْيَدْعُ)) ذلك الإنسان الناهي ((نَادِيَه))، أي أهل مجلسه وأصدقائه، فإن "النادي" هو محل الاجتماع الذي ينادي بعضهم بعضاً إليه، ونسبة النداء إليه مجاز من باب "اسأل القرية"، يعني يدعوهم لخلاصه، فهل يتمكنون إنقاذه من بطش الله سبحانه؟ قال ابن العباس: "لما أتى أبو جهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انتهره الرسول (صلى الله عليه وآله سلم)، فقال أبو جهل: 'أتنتهرني يا محمد؟ فوالله لقد علمت ما بها أحد أكثر نادياً مني!'" فأنزل الله هذه الآية.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
18
((سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)) يعني أنّا ندعو الملائكة الموكلين بالنار لقبض ذلك الشخص الناهي، وليدع هو ناديه، حتى يظهر أينا يغلب الآخر، وهذا تهديد له بأنه لا منقذ له من بطشه سبحانه، و"الزبانية" جمع "زبينة"، وهي النفس التي تدفع، من "الزبن" بمعنى الدفع، فإن الملائكة يدفعون المجرمين إلى النار دفعاً.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العلق
19
((كَلَّا)) ليس الأمر كما زعم هذا الناهي، فـ((لَا تُطِعْهُ)) يا رسول الله في ترك الصلاة التي ينهر عنها، ((وَاسْجُدْ)) لله سبحانه، أو يعني اخضع له بالصلاة ونحوها، ((وَاقْتَرِبْ)) من رضوان الله بطاعته وعبادته من "القرب"، وسورة إقرأ إحدى "العزائم"، وهذه هي آية السجدة.