لما دنوت انهالت الأشواق .. .. وهفا إليك الواله المشتاقُ
لك غُرة كالشمس في ريعانها .. .. في كل ناحية لها إشراقُ
لك طلعة فيها الحياة بهية .. .. ترنو إلى قسماتها الأحداقُ
لك في حياة المسلمين مآثرٌ .. .. طابت وطاب لهم بهنَّ مذاقُ
أرويتهم من وحي ربك كوثرًا .. .. لله هذا الكوثر الدفاقُ
ومنحتهم نورًا يُضيءُ قلوبهم .. وقلوبهم من قبل ذاك محاق
ووهبتهم عظة تبدل غيهم ..رشدًا ويسطع نجمها الألاقُ
والدين للأدواء طب بارع .. .. والدين إن غلب الهوى ترياق
فاعد "لتسعدنا" زيارتك التي .. .. تربو بها الحسنات والأخلاقُ
رمضان أرشدنا .. وعظنا نتعظ .. .. إن القلوب بما وعظت رقاقُ
فالآي تُتلى والمرتل خاشعٍ .. .. والزور يدفعهم إليك لحاقُ
والليل تملؤه العبادة والتقى .. .. وتزينه الدعوات والإشفاقُ
والصوم طُهرٌ للنفوس وعفة .. .. والصائمون إلى الهدى سباقُ
والروحُ والريحان موعد أهله .. .. وجزاؤهم يوم اللقاء وفاقُ
والساهرون الذاكرون الراكعون .. .. الساجدون .. لربهم عُشاقُ
وبيوت ربك بالتقى معمورة .. .. ولصفوة المتهجدين رواقُ
ولقد ينادي القدس بعض رجاله .. .. فهل استجاب رجاله وأفاقوا ؟
يا قدس .. هل لك من نصيرٍ منقذٍ .. .. يرعى الحمى إلا الفتى العملاقُ
جنديك المجهول يطلب ثأره .. .. والثأر عرقٌ نابضٌ خفَّاقُ
ستعود "إن شاء المهيمن" ظافرًا .. .. وسترتوي بأذانك الآفاقُ
وسيكتوي بالغيظ كل مكابرٍ .. .. لم يُؤوه عهدٌ ولا ميثاقُ
ورث الغواية خالفًا عن سالفٍ .. .. فنمت على آثارها الأعراقُ
رباه أمطرنا سحائب رحمةٍ .. .. فلنا من العلم الضعيف وثاقُ
قصرت خُطانا واستبد بنا الهوى .. .. واغرورقت بدموعنا الآفاقُ
ولنا إليك "على يقين" رجعة .. .. ولنا إلى يوم الجزاء مساقُ
أما من العمل الكريم فإنني .. .. خلوّ وكل صحيفتي إملاقُ
لي في المعاصي خطة ميسورة .. .. ويحوطني من فعلهنَّ نطاقُ
يا أيها الضيف الملم بساحنا .. .. لك في مجال المصلحين سباقُ
يهديك شاعرك الوفي قصيدةً .. .. تزهو بضوء سطورها الأوراقُ
شعر: محمد السيد الداوودي